كانت تجربتي هذه المرة مع الميدان اصعب بكثير مما تصورت فقضيت اصعب 48 ساعة في حياتي ولم تكن الصعوبة بسبب الخوف من أي شيء قد يضرنا بل كانت لما شعرته بالمسئولية اتجاه مصر .... اتجاه وطني ... اتجاه اهلي والبحث عن الحرية وخلع اي نظام يريد أن يستبد وكانت هذه الساعات تساوي كل عمري ما مضي منه وما هو اتٍ استطيع أن أقول أني تغيرت بالفعل خلال تلك الساعات
فإلي كل من يبحثون عن لقمة العيش ... لقمة العيش الحقيقية هي الحرية ... لقمة العيش الحقيقية هي حبنا لمصر ... لوطن بلا ذل ... بلا حاكم يسرقه ويفر .... ويجد من يدافعون عنه حتي وهو في السجن .... فلماذا ترضون بتلك الخوابير المغمسه بالتراب التي يعطوها لنا سواء من مبارك ام من المشير الآن أما آن الأوان بأن نرفع رؤسنا لأعلي بدل من اتخاذنا لوضع النعام المخذل مع الأسف اما آن الأون لنصرخ باعلي صوت نحن الآن احرار
ولكن مازال بعضنا من يتهم هؤلاء الشباب الذين يدافعوا عن حقوقهم وحقوقنا بالعديد من التهم ومازال السناريو الذي كتبه مبارك منذ 25 يناير في ان هناك اموال تدفعها امريكا لخراب مصر يتداوله المشير مع العامة كيف لامريكا ان تدفع اموال للمصرين وهناك اعتصامات بها بسبب الفقر والبطالة .... اي عقول هذه التي تلعبون بها .... واي كلام هذا الذي تختاروه لتتلاعبوا بنا ... فالميدان الآن اصعب بكثير من الميدان في شهر يناير الماضي فبعد أن سرق المشير ثورتنا عدنا لارجاعها فلماذا تستنكرون علينا هذا ولا تستنكرون علي المشير فعلته الكبري وهي السرقه
الي كل من يتهموا شباب الميدان الذي يضحي بنفسه من اجل انقاذ جنين الحرية الذي تنجبه مصر الآن ... اهناك اي ثمن ممكن ان يدفع لإنسان لكي يضحي بحياته سوي حبه لبلده .. بالله عليك حكم عقلك قبل اي كلام قد تقوله
لقد غيرت تلك الساعات التي قضيتها في الميدان فكري كله ونزعت تلك الأمراض التي كانت تسكن قلبي .... وجعلتني اعرف حقيقة نفسي في اني عاشقا حقيقيا لهذا الوطن وليس لي سواه حبا
هناك في الميدان رجالا حقيقيون شعرت وانا في وسطهم بالامان فالجميع كان يحاول ان يحميني ويحمي كل فتاة في الميدان فرأيت بالفعل فيهم ابطال يضحون فدي الارض والعرض والحرية كنت اسمه صوتهم بالحق مع كل رن جرس كنيسه ومع كل اذان
لم اعد اخف من تلك الاكاذيب التي يرددونها في ان هناك احتلال قادم فرأيت فدائئين حقيقين يجعلوا اي محتل يخر مخشيا عليه رعبا من حبهم لوطنهم من معرفتهم الحقيقية بمعني الحرية .... حتي اختلاف الفكر والسياسات اشعر وانه وجبه صحيه جدا للمصريين فالاختلاف يولد المنافسه الشريفه ليثبت كل مجموعة وجهة نظرهم بعملهم الجيد من اجل مصر
هنام في الميدان اخي وابي وابني وانا ..... حتي الشرطي الذي يطلق النار فهو مصري ... حتي الشاب الذي يؤدي الخدمة العسكرية فهو ابني واخي ... كلهم مصريين وانا مصرية .... فجميعنا مصريين شتتهم القدر ولابد ان يثبت في يوم ان من كانوا في الميدان علي حق حين نستشق كلنا ريح الحرية التي باتت تقترب منا يوم بعد يوم
تكررت تجربتي مع الميدان فالميدان في كل محافظة له طعم ولكن الميدان في التحرير فيه كل طعم لان الجميع فيه من كل انحاء مصر